باحثة دكتوراه في الصحة النفسية تخصص (تربية خاصة) جامعة اسكندرية ماجستير في الصحة النفسية استشاري اسري وتربوي اخصائية تعديل سلوك وتخاطب مهتمة بالعلوم النفسيه والاجتماعيه معلمة قران كريم ومواد اسلامية للاعاجم وغير الناطقين بالعربيه يصور لنا الجميع الزواج على أنه الدوامة التي تسحبهم نحو المجهول، يريدون أن ينظموا يوما في كل أسبوع، وساعة في كل يوم، يجلدون فيها أنفسهم لاتخاذهم الخطوة، حتى يكادون بتعميمهم يجعلوا الناس تشك في حديث الله عز وجل بذاته عن الزواج كسكن جميل، وحث الرسول عليه صحابته والأمة من بعده. .. ولا شك في أن لكل أمر مغانم ومغارم، ولا شك أن لكل إنسان تجربة تختلف عن غيره، لكن ما أقبح ذلك القميء الذي يجحد نعمة الله ويصورها كابوسا واجبا على الجميع، إما بسبب تجربة لم يوفق فيها، أو بسبب علة في قلبه، تجعله -رغم سعادته كثيرا ربما- يدعي الحزن المقيم، ويظهر في دور الحكيم الذي ينصح الناس من فوق الجبل، ويقول لا تقتربوا فتهلكوا، وهو بالأعلى ينعم، لأنه لو صعد الجميع للأعلى فلن يجد أحدا يمارس عليه ادعاء حكمته. .. ولا يكاد يخلو حديث عن الزواج من المنفرين، وربما صادفت امرءا واحدا منصفا يقول لك إنه جميل والحمد لله، فيه من المسؤوليات المرتبطة ما سيغير حياتك الفردية التي اعتدتها، لكنه في الوقت ذاته يمنحك من الدفء والمعية والمشاركة والاتكاء -ما أحسنت الاختيار- مما لم يكن لك الشعور به من قبل. .. وأبغض تلك الضحكة الساخرة للذين نصبوا أنفسهم أعضاء مجلس إدارة منظومة الزواج، ويلقون بأحكامهم المسبقة التعميمية ومغالطاتهم المنطقية فوق رؤوس الصغار المقبلين على الخطوة بتأهب ورهبة وحماسة، فلا يدعوهم حتى يطفئوا في عيونهم لمعة النعمة، وحينها سيقولون لهم: "ألم نخبركم من قبل؟". .. وتبقى في كل كثرة مزيفة، قلة منصفة، تقول لك توكل على الله، أحسن اختيارك، واعقلها وتوكل، ووالله لن تجد إلا جنة في صدرك، ونعيما في قلبك، وجمالا في عينك، وراحة في نفسك، وهدوءا في ملامحك، وما تخشاه من الاختلافات الزوجية طيلة العمر أهون بكثير من مشكلة فردية تأكل عقلك في ليلة واحدة. لا تعش وحدك، ولا تمش وحدك، ولا تكن في أي أمر وحدك، ادع الله أن يؤنسك بمن يألفك وتألفه في خلقه، وأن يطيب روحك بيد حنون فيها من رحمته، ويطبب جرحك بلسان لين فيه من مودته، ويذهب قرحك ببلسم دافئ فيه من بركته، وأن لا يكتب عليك الوحدة ولا الوحشة، وأن ينفيهما عنك بأنس في نفس لا تشق عليك، وأن يهبك من يسقيك ولا يشقيك. .. لا تمثل، لا تكابر، لا تدعي أنك بخير بعيدا عن الناس، أنت بخير بعيدا عنهم، لكن يفوتك معظم الخير في أحدهم، لا تدعه تائها عنك، ولا تتركه ضائعا بينما أنت قادر على هديه إليك بدعاء صادق؛ ادعوني- أستجب لكم. .. الأنس هو الأصل في الموضوع، ولعلي أزعم أن معنى الإنسان لم يأت من النسيان بقدر ما أتى من حاجة الإنس إلى الأنس.